_ أجتمع شمل العائلة فى ذلك اليوم الذى كان بمثابة عيد لهم .
فاليوم يوم زواج اسعد زوجان و كذلك يوم ميلاد ابنهما .
يا لجمال هذا اليوم الذى يحمل ذكرى اجمل مناسبات . يوم زواج الابوين
و عيد ميلاد طفلهما الوحيد الذى بلغ فى ذلك اليوم عامه الثالث .
- و غنى الحضور و لعب الاطفال مع ولدهما و كان يوم رائع
بكل ما يحمله من معانى الحب الرقيقة و السعادة التلا تحوم حول
هذا البيت .
_ و انتهى الحفل البسيط الهادئ و غادر اقاربهما المنزل ،
و ظل الزوجان و طفلهما وسط هذا الحب المتوهج .
فيقول الزوج لزوجته و حبيبته :
بالرغم من مرور ثلاث سنوات على زواجنا إلا انى اشعر بكى كما لو كنت
اراكى من قبل ذلك الوجه الملائكى و القلب الذى بمقدوره احتواء
كل مشاعر الحب فى تلك الحياة .
هى : ثلاث سنوات فقط ! . بلى يا نور قلبى
أنسيت ان عمر حبنا قد كان منذ كنا زملاء فى الدراسة و قد جمع الحب
و القدر بين قلوبنا . و منذ ان تعاهدنا على ألا نفترق .
فعمر حبنا يبتدى من لحظة نبض قلبنا فى الحياة .
فحبك يسكن فى قلبى من لحظة تفتح عينى للحياة ..
حبك كان انيسى من قبل ان اراك .
هو : لقد اعجزتى لسانى عن الكلام .
_ حبيبتى اخشى ألا يوفيكى قلبى حباً و عشقاً مقدار ما اعطاه قلبك لى .
و لكنك تعلمين مدى هيامى بكى . فحبك يسكن قلبى مع كل نبضة
فأنتى حياتى التى تملأ حياتى ،
و عمرى الذى يمدنى عمر الدهر بأكمله .
هى و هو فى صوت واحد
( احبك .. احبك .. احبك )
_ و فجأة لفت نظرهما ابنهما و هو ينظر إليهما و بالرغم من صغر سنه
إلا ان قلبه الصغير قد بدأ يدرك أجمل مشاعر الحب التى تجمع
قلوب ابويه . و ابتسم لهما إبتسامة شوق و حب
ووعد ألا يتركاه ابداً .
_ فجأة جرى طفلهما مسرعاً إليهم و قذف بجسده الصغير
فى حضن ابويه . فإحتضناه بكل شوق و أمل و حلم جديد
ينمو فى قلبيهما و هو ان يروه رجلا كبيراً .
_ فلمست الام يد زوجها بحنا و نظرت اليه بعين تدمع
من شدة الحب . و ابتسمت و قالت :
سوف اذهب بولدى كى ينام .
_ و دخلت الام غرفة ابنها ، و قد بدا عليها آثار شحوب
تكسوا و جهها .
فقالت محدثة نفسها أدرك أدرك ان نهايتى قد اقتربت
و احتضنت ابنها بشدة و اخذت تقبله و هو نائم كالملاك .
_ و عندما دخل عليها زوجها و جد آثار التعب ظاهرة الملامح
على وجهها .
اثاره الخوف و القلق عليها .
_ فطلبت منه زوجته ان يساعدها فى الذهاب الى حجرتها .
فأخذها و قلبه كان يدق من الفزع و القلق .
_ و عندما اسندها و نامت على السرير . قالت له كنت اود
أن اظل بجانبكما الى الابد .
و لكنه القدر الذى لا مفر منه .
أحبك يا زوجى و يا حبيبى . و لن اوصيك على ولدنا .
لأنى ادرك تماما مدى حبك له .
احبك .. احبك .. احبك
_ و هنا يختفى ضوء القمر و تصبح الحجرة عاتمة فقد
ماتت الزوجة و الحبيبة و الام فى هدوء .
كما دخلت قلب زوجها و حبيبها فى هدوء .
فيبكى الزوج و يبكى و يعاهد زوجته الطاهرة ألا ينساها .
و يقول :
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه من ذلك القدر ،
ففى اسعد ايام حياتى ، ينقلب فى لحظة واحدة أتعس ايام
تمر على قلبى .
يوم زواجنا و ميلاد طفلنا و نمو حبنا .
و كذلك فراقك يا اغلى ما عندى !!!!!!!!
فهذا هو الحب و الفراق و ينتهى المشهد بظلام دامس
فى عينى ذلك الزوج .
بقلمى ( اسراء احمد )